الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة هذه قصة الأغنية التراثية "عالجبين عصابة"

نشر في  07 أوت 2023  (12:32)

تقول كتب التراث والتاريخ ان أصل وحكاية اغنية « عالجبين عصابة» يعود إلى بداية القرن التاسع عشر ولا يُعرَف شيئا عن صاحبها غير أنه كان من مدينة بن قردن في الجنوب التونسي.
تقدم «عالجبين عصابة»... قصة شاب اصيل بن قردان عاش الألم والحزن على امتداد حياته وكانت امنيته الوحيدة العيش سعيدا من خلال البحث عن موطن لتحقيق هذه الأمنية كما يريد ويتمنى ويحلم ويروم فاختار التنقل بين عديد المناطق حتى وصل الى جزيرة جربة ليجد الرأفة والعطف في قلب رجل مسن لم يُرزق بولد ذكر لمساعدته في عمله تاجرا بالجهة
تغيرت حياة الشاب وبدا عليه الارتياح وغمرته سعادة وجدانية بظهور ابنة التاجر المسن في كامل جمالها وفتنتها، خفق قلبه لابتسامتها وتأججت بداخله نار الوجد لكنه لزم الصمت، فأين هو من ابنة الحسب والنسب والجاه. انتابه وجل من ان يفقد ثقة التاجر المسن فقرر خنق هذا ودفن مشاعره في صدره وهو لا يدري أن نفس المشاعر كانت تُولع بين ضلوع مَن ملكت فؤاده،

مرض التاجر الشيخ ولزم الفراش فكلف الشاب ان يكون المسؤول عن البيت وحارسه وهذا التكليف مكنه من اللقاء بحبيبته بشكل دائم والتهبت مشاعره أكثر إلى أن انفجرت حروفه ذات يوم وقرر مصارحتها بحبه لها وشوقه الدائم اليها ومهما... لم يطل انتظاره ردها الذي كان بنفس التوهج والشوق والحب
اتفق الاثنان على أن ينتظرا شفاء والدها الشيخ ليخطبها منه، لكن المرض كان وقعه أكبر ولما أحس التاجر الشيخ بدنو اجله وخاف ان يترك ابنته وحيدة قرر تزويجها من ابن عمها وطلب إقامة الأفراح في الحال
نزل الخبر على الحبيبين مثل الصاعقة ولم يكن بيدهما حيلة سوى القبول بالأمر، وأثناء الحفل كان الشاب يرقص من حزنه على إيقاع الطبل ونغمة المزمار حتى لا يشكّ أحد لو لُمح دمعه، وكانت الحبيبة تربط رأسها ب»المحارم» المعروفة ب « العصابة» للسيطرة على ألم رأسها من كثرة البكاء، فنطق لسانه بكلمات الأغنية التي يقول مطلعها
يا دايرة عالجبين عصابة
الفم يضحك والعيون غضابا
هذه الاغنية غناها اكثر من مطرب وقد شهدت عديد الإضافات مع الحفاظ على اللحن المعروفة به.
محسن بن احمد
*******
على الجبين عصابة»
النص الأصلي «
يا خالقي يا مولاي
يا دايرة على الجبين عصابة
الفم يضحك و العيون غضابا
هيلا هيلا يا شوشان
ياما جيت بروحي
من قصر بن قردان
بعد كلاني الوشم
، ياما ما أكبر جوحي
هيلا هيلا يا شوشان
***
ياما جيت ندادي
من قصر بن قردان
لا كلب ينبح
و لا صغير ينادي
هيلا هيلا يا شوشان
***
ياما جيت منقلّ
من قصر بن قردان
مضروب بالكرطوش
ياما حملي مثقّل
هيلا هيلا يا شوشان
***
على الجمل يهدر
يا خالقي يا مولاي
هيّا نركبو الإثنين
و إلّا حدّر
هيلا هيلا يا شوشان
هيّا نركبو الإثنين
وإلّا حدّر ....
وكان يعيد المقطع الأخير اكثر من مرة وفيه دعوة الى حبيبة قلبه الى نزول من الهودج والفرار معا انتصارا لحبهما القوي .